قصص و حكايات
أهمية قصة ما قبل النوم لتنمية الطفل تلعب قصة ما قبل النوم دوراً كبيراً في تربية الطفل، فعلى كل أم أن تحكي لطفلها قصة ما قبل النوم، فالقصة تزرع القيم والأخلاقيات في نفس الطفل، فضلاً عن إسهام القصة وبالأخص قصة ما قبل النوم في تنمية الإبداع والابتكار عند الطفل وتنشئته تنشئة سليمة، من خلال أن يحكى له سيرة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وسيرة أمهات المؤمنين، وصحابة رسولنا الكريم رضي الله عنهم جميعا، لما في قصصهم من قيم ومبادئ هامة جداً ليكتسبها الطفل، بجانب أن يحكى للطفل قصص القادة والعظماء أمثال صلاح الدين الأيوبي وسيف الدين قطز ونور الدين الزنكي
الثعلب و العنزات الصغار
في غابة من الغابات الكبيرة كانت تعيش عنزة مع جَدْيَيها الصغيرين في سعادة وسرور
كانت الأم تذهب كل يوم إلى المرعى لتجلب لصغيريها العشب والحليب، فيما يبقى الصغيران في البيت يلعبان ويمرحان إلى حين عودة أمهما من المرعى
وكان يعيش في هذه الغابة أيضاً ثعلب مكّار
استمرت سعادة العنزة مع جدَييها إلى أن جاء يوم جاع فيه الثعلب، ولم يجد ما يقتات به من الطعام، فأخذ يفتّش في الغابة الكبيرة علّه يجد شيئاً يسكت به جوعه، وبينما هو يفتّش مرّ من تحت شباك بيت العنزات، فإذا به يسمع صوت العنزة الأم توصي صغارها بعدم فتح الباب لأي أحد إلى أن يسمعوا صوتها هي وحدها فيفتحوا لها
مدّ الثعلب رأسه بحذر شديد، فرأى جديين صغيرين جميلين، يهزان رأسيهما طوعاً لأمهما.. فسال لعابه عليهما، وأخذ يحلم بصيدهما وأكلهما.. وقال في نفسه
- سوف أنتظر ذهاب الأم وأقتحم البيت وآخذ الصغيرين
انتظر الثعلب برهة من الزمن إلى أن ذهبت العنزة الأم، وأغلقت الباب خلفها، فاختبأ خلف شجرة كبيرة، وانتظر حتى غابت العنزة الأم عن عينيه، فقال والفرح يغمر قلبه
- الآن جاء دورك أيها الثعلب الذكي
دقّ الثعلب على الباب، فردّ عليه أحد الصغيرين بصوته البريء: من بالباب؟
ردّ الثعلب بخبث
- أنا أمكما.. افتحا الباب يا صغاري
ولكن صوت الثعلب كان خشناً غليظاً، فعرف الجدي أنه الثعلب الماكر فقال بغضب
- اذهب أيها الثعلب الماكر.. إن صوتك خشن، وأمّنا صوتها جميل وناعم
حارَ الثعلب ماذا يفعل وكيف يجعل صوته ناعماً، وبينما هو يعصر مخّه، تذكّر صديقه الدبّ فقال في نفسه
- سأذهب إلى صديقي الدبّ، وآخذ منه قليلاً من العسل، ليصير صوتي ناعماً
انطلق الثعلب يجري ويجري إلى أن وصل إلى بيت الدبّ، فدقّ الباب، وجاءه صوت الدبّ من الداخل: من يدقّ بابي في هذه الساعة؟ قال الثعلب
- أنا الثعلب يا صديقي الدب.. جئت أطلب منك شيئاً من العسل
فتح الدب الباب وسأل الثعلب في استغراب
- ولماذا تريد العسل أيها الثعلب المكّار؟..خطرت في رأس الثعلب فكرة فقال
- إنني مدعو اليوم إلى حفلة عرس، وسوف أغني هناك، وأريد أن يكون صوتي ناعماً وجميلاً
ذهب الدب وأحضر كأساً من العسل وطلب من الثعلب أن يلعقه، فلَعَقَه الثعلب، وشكر للدبّ حُسن تعامله، ثم انطلق راجعاً إلى العنزات الصغيرات وكله أمل أن تنجح خطته، ويفوز بالعنزاتطرق الثعلب الباب عدة طرقات خفيفات، وسمع صوت جَدْيٍ صغير يقول له: من يدق الباب؟
سعل الثعلب ليجلو حنجرته وقال بصوت ناعم مقلداً صوت العنزة الأم
- افتحا الباب يا أحبائي.. أنا أمكما العنزة، وقد أحضرت لكما الطعام
أسرع الجديان الصغيران وفتحا الباب، وإذا هما يريان الثعلب الماكر، أخذ الجديان الصغيران يركضان هنا وهناك، ولكن الثعلب كان أسرع منهما، فأمسكهما ووضعهما في الكيس، وانطلق مسرعاً إلى بيته فرحاً بما حصل عليه من صيد شهي
بعد قليل جاءت العنزة الأم وهي تحمل الحشيش بقرنيها، وتختزن الحليب بثدييها، وكانت تغني وترقص فرحة برجوعها إلى بيتها، وما إن اقتربت من البيت حتى رأت الباب مفتوحاً، ووجدت البيت خالياً، فأخذت تنادي على صغيريها ولكن لا أحد يجيب، فجلست على الأرض تندب حظها وتبكي صغارها، وبعد أن هدأت قليلاً قالت في نفسها
"إن البكاء لا يجدي، فلأذهب وأفتّش عن صغاري، وأظن السارق هو الثعلب الماكر"
أخذت العنزة تجري هنا وهناك، وتسأل كلّ من يصادفها، إلى أن اهتدت إلى بيت الثعلب، وفيما كان الثعلب يستعدّ لأكل الجديين الصغيرين، سمع طرقاً عنيفاً على الباب فصاح
من الطارق؟..فجاءه صوت العنزة الأم تقول: أنا العنزة الكبيرة، افتح وأعطني صغاري
سمع الجديان صوت أمهما، وحاولا تخليص أنفسهما من الكيس دون فائدة، فيما كانالثعلب يردّ على الأم: اذهبي أيتها العنزة، لن أعطيك أولادك، وافعلي ما شئت..أجابت العنزة بقوةإذن هيّا نتصارع، والفائز هو الذي يفوز بالصغار
وافق الثعلب على هذا الاقتراح، وقال يحدّث نفسه
"سوف أحتال على هذه العنزة الضعيفة وأقضي عليها، ثم أجلس وآكل الصغار بهدوءخرج الثعلب من وكره، وتقابل الخصمان، وتعالى الصياح، وتناثر الغبار، وأخيراً انقشع الغبار، وقد تغلّبت العنزة على الثعلب وقضت عليه بقرنيها الحادين وسقط على الأرض مضرَّجاً بدمائه
أسرعت الأم إلى جَدْيَيْها، وفكّت رباطهما، ثم ضمتهما إلى ذراعيها وهي تقول معاتبة
حكاية الكذاب
وكأن أحداً يدغدفي قديم الزّمان، عاش سلطان يحبّ الكذب حبَّاً جمَّاً، فكان لا ينطق بأية كلمة إلاَّ إذا تأكد من كذبها حتّى إنّه كان لا ينطق بحرف الصاد كي لا يذكّره بكلمة صدْق باختصار.. كان الكذب يسري في عروقه مرّة.. أحسّ أن أكاذيبه أصبحت مكرّرة، لذا أعلن عن مسابقة للكذب ليرفع من سويّة كذبه، وجعل جائزة أكبر كذبة صندوقاً كبيراً مطعّماً بالصدف غير أنه لم يكشف عن محتوياته وحان موعد المسابقة، وتجمهر النّاس وأشار السّلطان للمتسابق الأوّل بالكلام، فقال-كنّا.. يا سلطان الزّمان.. ثلاثة، هاجَمَنَا المَحْلُ صرنا ستة، عاش من عاش ومات من مات، أصبحنا اثني عشر. ذات يوم ذهبنا إلى حمَّام السوق فانزلقنا في سواقيها، رجعنا ثلاثة، الأول أطرش.. الثاني أعور.. الثالث أعرج, قال الأطرش: أنا أسمع صوت بعوضة في أعلى سمائها قال الأعور: صحيح.. فعيني تراهاقال الأعرج: هيَّا لنركض وراءهاركضنا.. فوجدنا برغوثاً يسلخ جملاً، وقفنا عنده، قلنا: ألا تعطينا فخذاً؟ قال حصّلوها وخذوهاالمهم.. حصّلنا الفخذ، وقصدنا عجوزاً مشطها في جيبها زيّن الله شيبها، قلنا لها: ألا تطهين لنا هذه الفخذ؟ قالت عندي طنجرة (شرقه.. مرقه) تأكل اللحم وتترك المرق، أعطيناها الفخذ، جئنا بالخبز، فتتناه في صينيّة كبيرة، دلقنا فوقه المرق، ورحنا نأكل بالمغارف، حتّى إننا لم نترك فيها لقمة واحدةضحك السلطان فور انتهاء المتسابق من سرد كذبته، قال: أين الكذب؟ إنّك لم تذكر حتى كذبة ضئيلة بحجم رأس الدبّوس، هيا اذهب وافسح المجال للمتسابق الثاني ويتقدم رجل أحمر الشّعر، يرتدي ثياباً ريفيّة، يحيّي السّلطان ويقول-يا سلطان السلاطين، ذهبتُ البارحة إلى البيدر، فرأيت الفلاَّحين يحصدون البيض، يكوّمونه ويدرسونه قلت لحالي: لماذا لا آتي بالجحش وأملأ خرجه بالبيض؟ أي والله.. ركضتُ مثل الريح، جئت بالجحش وملأت عِدْلَي الخرج بالبيض، ولحسن الحظ كان عِدْلاً الخرج مثقوبين، والبيض يقع على الأرض، ينكسر.. يتحول إلى دجاج ويركض ورائي، حتّى إنني عندما وصلت إلى البيت وجدت خلفي دجاجاً كثيراً، فتحت له الباب (ادخل.. بيت.. بيت) دخل الدّجاج، نظرت إلى الخرج، وإذا ببيضة كبيرة، مددت يدي لأمسكها، وقعت وفقست جملاً، أنخت الجمل.. وضعت عليه حملاً ثقيلاً.. فانعقر سنامه، أخذته إلى البيطار، قال: ضع له قشرة جوز مكان العقر، وضعت له القشرة، وإذا بشجرة جوز كبيرة تنبت فوق سنامه، فجأة.. أزهرت الشجرة وأثمرت، قطفتها فجمعت قنطاراً، لكن بقيت حبة جوز في رأسها، أمسكت طينة وضربتها، وإذا بالطينة تتحوّل فور ملامستها حبّة الجوز إلى أرض (حمرا نفرا ما فيها حشيشة خضرا) قلت: سأحرث الأرض. أحضرت مقلاعاً، وضعت فيه الثور ورميته، وضعت عُدّة الحراثة ورميتها، ثمّ وضعت نفسي ورميتها حرثت الأرض وزرعتها بالسمسم، مرّ أحدهم.. قال: أخطأت، المفترض أن تزرعها بالبطّيخ. قلت: بسيطة: سأزرعها بطيخاً، ناديت أولاد الجيران ورحنا نلمّ السمسم المبذور، وفور انتهائنا وجدته ناقصاً حبة، بحثنا عنها، هنا.. هناك، أخيراً.. وجدناها في فم نملة، أمسكنا الحبّة، شدّت شددنا، انعفست الحبّة فغرق أولاد الجيران كلّهم في بحر السّيرج، تركتهم وجئت إلى هناقطّب السّلطان جبينه، نظر إلى الرجل بقسوة، قال-يا لك من رجل أحمق، الظّاهر أنّك لا تفهم الكلام، أنا أقول لك أريد سماع كذبة كبيرة، وأنت تسرد عليّ حكايات لا تحوي حرفاً كاذباً، هيا.. استدر واغرب عن وجهي استدار الرّجل مكسور الخاطر، ومَثَلَ أمامه رجل لمّاع العينين-أيُّها السّلطان المبجّل.. عندي كذبة مُتَبّلة نظر السلطان إليه، قال: هاتِ أسمعني-احم.. احم، منذ ثلاثين سنة استدان والدكم السلطان الأعظم جرة مليئة بالذهب الخالص من والدي فتح السلطان فمه دهشاً، قال-ماذا تقول يا مجنون ! والدي أنا يستدين من والدك جرّة مليئة بالذهب؟ -مولاي.. إن كنت كاذباً، فقد فزت وأصبح الصندوق من حقّي، وإن كنت صادقاً.. ردّ لي مال أبي حكّ السلطان جبينه، قال لنفسه: فِعلاً إنه لكذَّاب محترف، لكنه أبداً لن يكون أكذب من السلطان ثم صاح-هيه.. أنت، لقد فزتَ بالمسابقة، واستحققت لقب أكبر كذَّاب في البلاد، هيا.. تقدم وخذ الجائزةنظر الرّجل إلى الصندوق بعين حالمة، تراءت أمام عينيه صور اللؤلؤ والمرجان والفيروز والذهب والفضة و ركض نحوه فرحاً، نزع القفل، فتح الغطاء. و... شهق مذعوراًهرع الناس إليه مستفسرين، نظروا داخل الصّندوق، وقعت عيونهم على الحجارة والحصى، فشهقوا واجمين أمَّا السلطان.. فكان الوحيد الذي يقهقه، كأن احد يدغدغ خاصرته
((وتوته توته.. خلصت الحتوتة))
الهرة الذكية
فى ليلة مقمرة، كان الثعلب الجائع يطوف خلسة حول بيت في مزرعة بحثاً عن فريسة.. وأخيراً.. وبعد طول معاناة، قابلته هرة صغيرةفقال لها: لست وجبة مشبعة لمخلوق جائعمثلي.. لكن في مثل هذا الوقت الصعب، فإن بعض الشيء يكون أفضل من لا شيءوتهيأ الثعلب للانقضاض على الهرة.. فناشدته قائلة كلا أرجوك.. لا تأكلني
معي، وسترى بنفسك وإن كنت جائعاً، فأنا أعلم جيداً أين يمكن للفلاح أن يخبئ قطع الجبن.. فتعال فقادته الهرة إلى فناء المزرعة حيث يوجد هناك بئر عميقة ذات دلوين..صدق
الثعلب ما قالته الهرة الصغيرة.. وسال لعابه ينما تخيل قطعا لجبن وهو يتهمها ثم قالت له: والآن، انظر هنا، وسترى في الأسفل قطع الجبن
حدّق الثعلب الجائع داخل البئر، ورأى صورة القمر منعكسةعلى الماء،فظن أنها قطعة من الجبن
فرح كثيراً وازداد شوقاً لأكلهاقفزت الهرة إلى الدلو الذي في الأعلى وجلست فيه، وقالت للثعلب: هذا هو الطريق إلى الأسفل.. إلى
قطعة الجبن.. ودورة الهرة بكرة الحبل، ونزلت بالدلو نحو الأسفل إلى الماءوهبطت إلى الأسفل قبل الثعلب، وهي سعيدة.. وتعلم ما تفعل.. ثم قفزت إلى خارج الدلو وتعلقت بالحبل ناداها الثعلب قائلاً: ألا تستطيعين حمل قطعة الجبن إلى الأعلى؟أجابت الهرة : كلا، فإنها ثقيلةجداً..ولايمكنني حملها إلى الأعلى.. لذاعليك أن تأتي إلى هنا في
الأسفل ولأن الثعلب أثقل وزناً من رفيقته، فإن الدلو الذي جلس فيه الثعلب هبط إلى الأسفل وغمره الماء فى الوقت الذي صعدت فيه الهرة الصغيرة إلى الأعلى، وأفلتت من فكي الثعلب بذكائها
((وتوته توته.. خلصت الحتوتة))
الأســـــــدالمريـــــــــض
ظل أسد قوي يحكم الغابة سنوات طويلة وكانت جميع الحيوانات تخافه وتطيع أوامره كان الأسد يحصل على طعامه بالقوة يطارد الفريسة ويهجم عليها ويفترسها بأنيابه الحادة ولا يتركها حتى يشبع ثم هتأتي الحيوانات وتأكل من بقايا طعام كبر الأسد وصار عجوزاً ضعيفاً وذات يوم شعر بالمرض وأحس بالضعف الشديد وأصبح غير قادر على أن يصطاد شعر الأسد بالجوع وراح يفكر في طريقة يحصل فيها على طعامه. قال الأسد لنفسه ما زالت الحيوانات تحترمني وتخافني وتسمع كلامي لا ينبغي أبداً أن أظهر لها أنني أصبحت كبير السن ضعيفاً وإلا فإنها لن تخشاني ولن تطيع أوامري لكن سأعلن عن مرضي وأبقى داخل بيتي ولا بد أن تحضر الحيوانات لزيارتي وبذلك سيأتيني طعامي من غير أن أتعب نفسي في الحصول عليه صد الأسد أن يعلن خبر مرضه للجميع كانت الحيوانات تخاف غضب الأسد وبطشه إن هي لم تقم بالواجب لذلك سارعت الحيوانات إلى زيارته في بيته والسؤال عنه والدعاء له بالشفاء لكن كلما دخل حيوان بيت الأسد هجم عليه وفتك به وأكله كان الأسد سعيداً لأنه لا يتعب في الحصول على طعامه فهو لم يعد قادراً على أن يطارد أي حيوان مهما كان بطيئاً لكن الطعام اللذيذ كان يأتي إليه في بيته وهو جالس لا يتحرك فيأكل منه حتى يشبع وفي يوم من الأيام كان الدور على الثعلب ليزور الأسد ويسأله عن صحته ويطمئن على حاله توجه الثعلب إلى بيت الأسد وهم بالدخول لكنه نظر إلى الأرض عند مدخل البيت وتوقف سأل الثعلب الأسد عن حاله وهو واقف في مكانه خارج البيت أجاب الأسد ما زلت مريضاً يا صديقي الثعلب غير أن صحتي تتقدم وتتحسن يوماً بعد يوم لكن لماذا تقف بعيداً أدخل يا صديقي لأستمتع بحديثك الحلو وكلامك الجميل فأجابه الثعلب لا يا صديقي الأسد كان بودي أن أدخل بيتك لأنظر إليك من قرب لكني أرى آثار أقدام كثيرة تدخل بيتك ولم أرى أثر لقدم تخرج من البيت و هرب الثعلب من غدر الاسد
وتوته توته.. خلصت الحتوتة
تامر و الغزالة
كان الفتى الصغير فوق حصانه يطارد غزاله في ذلك الخلاء البعيد . وكانت غزالة جميلة تركض بسرعة حتى لا يكاد يلحق بها الحصان الذي كان يركض خلفها بسرعة . وكان الطريق طويلا ، وكان الفتى لا يعلم أين هو ، فقد ابتعد كثيرا عن الأصدقاء ، والماء أصبح قليلا ، وكذلك الطعام ، والشمس في السماء لمّا تغب. وسرعان ما تغير لون السماء فأرعدت ، وأبرقت ، ونزل المطر ينهمر بشدة ، فضاعت معالم الطريق أمام تامر الذي قال أين أنا ياترى ؟ وماذا سيكون مصيري في هذه الليلة ؟ وقد كنت أود العودة ، ولكنني أريد أن ألحق بهذه الغزالة مهما كان الأمر فكأنني وقعت في الفخ وعليّ أن أكون بطلا ، ويجب ألاّ أبكي وقد تعلمت ألا أخاف إلا الله ، وصعد الى الجبل ، ووجد صخرة فدخل تحتها وبجانبه حصانه ، واحتميا بالصخرة من ذلك المطر المنهمر، وبينما هو في ذلك المأزق الحرج
وتوته توته.. خلصت الحتوتة
صانع المعروف
معروف فلاح يعيش في مزرعته الصغيرة على شاطئ أحدى البحيرات ، تعود على عمله الذي أخذه عن والده ، وهو حرث الأرض وزراعتها وريها..اعتبر هذا العمل خدمة لوطنه الغالي الذي أعطاه الكثير ول يبخل عليه بأي شئ ..وكان معروف يتسلى بمظهر البحيرة التي تعيش فيها مجموعة طيور الأوز والبط ، وكانت أشكالها الجميلة وسباحتها في البحيرة مما تعود أن يراه يوميا وهذه هي تسليته الوحيدة...إنه لا يعرف الكسل ، فهو منذ الفجر يستيقظ نشيطا متفائلا..ولما كان عمله بدنيا فقد ازدادت صحته قوة وصلابة ، وأصبح يضاعف العمل في مزرعته ، فعرف أن زيادة الانتاج دائما تأتي بالعزيمة والايمان.وذات يوم وهو في مزرعته أثناء قيامه بشق الأرض ، إذا بصوت خافت يأتي من خلفه ، فاستدار فإذا هو ثعبان ضخم، فتخوف الفلاح وأراد الفرار ، ولكن الثعبان قال له: قف أيها الفلاح و أسمع حديثي لعلك تشفق عليّ ، وإن لم تقتنع فلا عليك ، أتركني ومصيري
وتوته توته.. خلصت الحتوتة
الضفدع و السباق
في إحدى المرات كان يوجد مجموعة من الضفادع الصغيرة كانوا يشاركون في منافسة والهدف كان الوصول إلى قمة برج عالي. مجموعة من الجماهير تجمعوا لكي يتفرجوا على السباق ويشجعوا المتنافسين وانطلقت لحظة البدء...بصراحة لا أحد من المتفرجين يعتقد أن الضفادع الصغيرة تستطيع أن تحقق إنجازا وتصل إلى قمة البرج وكانت تنطلق من الجماهير عبارات مثل " أوه، جدا صعبة... لن يستطيعوا أبدا الوصول إلى أعلى أو" لا يوجد لديهم فرصة ... البرج عالي جداا"واحدا تلو الآخر، بعض الضفادع الصغيرة بدأت بالسقوط ما عدا هؤلاء الذين كانوا يتسلقون بسرعة إلى أعلى فأعلى ولكن الجماهير استمروا بالصراخ "صعبة جدا لا أحد سيفعلها ويصل إلى أعلى البرج" عدد أكبر من الضفادع الصغيرة بدأت تتعب وتستسلم ثم تسقط..ولكن أحدهم استمر في الصعود أعلى فأعلى..لم يكن الاستسلام واردا في قاموسه في النهاية جميع الضفادع استسلمت ماعدا ضفدع واحد هو الذي وصل إلى القمة بطبيعة الحال جميع المشاركين أرادوا أن يعرفوا كيف استطاع أن يحقق ما عجز عنه الآخرون أحد المتسابقين سأل الفائز: ما السر الذي جعله يفوز؟
الحقيقة هي أن الفائز كان أصم لا يسمع الدروس المستفاده من القصه لا تستمع أبدا للأشخاص السلبيين واليائسين ، سوف يبعدونك عن أحلامك المحببة والأمنيات التي تحملها في قلبك
وتوته توته.. خلصت الحتوتة
الغراب و الثعلب المكار
في احد الايام وقف غراب اسود الريش،ذو منقار اصفر رفيع،وجسم ممتلئ،تبدو عليه علامات الطيبة وقف على شجرة عالية كثيرة الاغصان في وسط حديقة جميلة،اشجارها كثيفة،وارضها فسيحة خ ضراء تكثر فيها الطيور المغردة،و الزهور الملونة ،و قد و ضع في فمه قطعة جبن صفراء و في تلك الاثناء مر ثعلب رمادي الفراء،عيناه غائرتن،وفكه كبير،و اسنانه حاده،و جسمه نحيل من شدة الجوع،يبدو عليه المكر و الحيلة و الدهاء اراد الثعلب خداع الغراب للحصول على قطعة الجبن؛ولأنه يعلم ان الشجرة عالية،وهو لا يستطيع الطيران للوصول الى الغراب،طلب منه ان يغني ليستمتع بصوته الجميل،وما ان فتح الغراب فاه حتى وقعت قطعة الجبن في فم الثعلب الذي جرى و هو يشعر بالفخر و الانتصار
وتوته توته.. خلصت الحتوتة